هذه المدينةُ العذبةُ ، التي كانت في يوم ما ، صالحة للعيش
لمْ تعُدْ صالحة الآن .. لجنازة لائقة .. وقبرٍ آمن ْ .
أيّها ” البغادّة ” ..
هذا هو التوقيتُ المناسب
للهجرة إلى الحَبشَةْ .
العراق – سينما
بعض المثقفين العراقيين ، هم من اسوأ روّاد السينما في العالم .
إنهم يتفرجون على مدار الساعة ، على جميع انواع الأفلام . وفي نهاية كلّ عرض ، سيكتبون لبعضهم البعض : أن الفلم رديْ ، وأداء الممثلين غير مُقْنِع ، وأن المخرج قد فشل في تقديم عمل يليق بتاريخ السينما الوطنية ، والسيناريو مُنْتَحَلْ ، والكومبارس أفضل من الممثلين الرئيسيين ، وبطلة الفلم تكشف عن مفاتنها أكثر مما يجب ، والأنارة سيئة ، والأيقاعُ بطيءٌ وممّل .. وان القاعة غير مكيّفة .. وكان يجب ان تكون العروض مجانيّة .. لأننا في بلد غنيّ .. ودور العرض مملوكةٌ لدولةٍ تسْبَحُ في النفط الأسود .
غير أن لااحد منهم ينتبهُ إلى : أنّ القاعة مكتظّةٌ بالجمهور ، وأن هذا الجمهور ينوءُ باعباءِ قهرٍ غير مسبوق .. ولكنّهُ يصفّقُ بحماسةٍ لبطل الفيلم . وان هذا الجمهور يبكي ويضحكُ ويخافُ ويصمتُ ، وأن فيه من ينتحرُ أيضاً في نهاية العرض ( حسب نوع الفلم المعروض ) .. وان حشوداً غفيرة منه ، تتزايدُ باستمرار ، تعودُ لتشاهدَ الفلمَ ذاتهُ .. أكثرَ من مرّة .
لولا بغداد المُنفتحةُ .. الضاحكةُ .. البسيطة
ودعوات أمّي .. المرسلةُ خارج التغطية
وقلبي الذي يشبهُ الماء
و .. لولاها
” لأقترنَتْ ضفدعةٌ بي ” .
( مع الأعتذار للشاعر الراحل كزار حنتوش )