يُـشــقــيـك ِ يا لـيـلايَ مـا يُُـشــقـيـني
مـنـفايَ دونـك ..ِ والـمـشـانـقُ دونـي
*
بـتـنـا وقـد غـَرَّبْـتُ مـذبـوح َالخـُطى
مـجـنـونـة ً تـصـبـو إلــى مــجـنــون ِ
*
مُـتـَرَقـِّبَـيـنَ بـِـشـارة َ الـنخـل ِ الــذي
أضحى سَـقـيمَ السَّـعـف ِ والعـرجون ِ
*
لــيـلايَ أضـنانـا لـكم شــوق ٌ كــمــا
شـوق القـتـيـل ِ إلى رفـيف ِ سَـخـيـن ِ
*
نـُخفي إذا اصْطخبَ الضحى آهـاتِـنـا
فـَـتـَنِـزُّ جَـمْـرا ً في ظـلام ِ ســكـون ِ
*
جَـفَّ الضـيـاءُ بـمـقـلـتي فـَـتـَعَـثـَّرَتْ
أهـدابُـهـا ـ في الغربـتـيـن ِ ـ جـفـوني (1)
*
من أين أبـتـدئ الطريـقَ إذا الـضحى
داج ٍ وقـد سَــمَـلَ الـهـجـيـرُ عـيـوني ؟
*
مـا لـلـضِـفـاف ِ تـَزِمُّ دونيَ جـفــنـَهـا (2)
والـريحُ تهـربُ من شِـراع ِ سـفـيـني ؟
*
طـَوَت ِ الكهولة ُ والـتغـرّبُ خـيـمـتي
ومَـشـتْ خيـولُ الدهـر فـوق جـبـيـني
*
مـرَّتْ ـ عِـجافـا ً لا تـُزيـنُ صَـباحَهـا
شـمـسٌ تـُضاحِـكُ مُـقـلـَتيَّ ـ سـنـيـني
*
تـأبى مُـؤانـَسَــتي طــيـوفُ أحِـبَّــتـي
وتـُغِــل ُّ آهــاتـي صُــداحَ لـحــونـــي
*
شـَيَّعْـتُ صحني حين شـيَّعَ صحـنـَكم
قـحْط ٌ فـما عَـرَفَ الـوجاقَ طحـيـني (3)
*
ورغِـبْـتُ عـن شــمـسي لأنَّ نهـاركم
داج ٍ.. فـمـا عــاد الـسَّـــنـا يُـغـويـنـي
*
ليلايَ ما شَـرَفُ القِـطافِ إذا اسـتحى
من طـيـنِ جذر ٍ أو هُـزال ِ غـصـون ِ ؟
*
لو كان ليْ أمْـرُ المُطاع ِعـلى المُـنى
أو كـانـت ِ الآمـالُ طـَـوْعَ يَــمـيـنـي :
*
أبْـدلـتُ بالأضلاع ِ سَـعـفـة َ نـخـلـة ٍ
وبـِعُـشــب ِ أحـداقي حُـثـالـة َ طـيـن ِ
*
وبـِرَنـَّة ِ الـقـيـثـار ِ عـَـزفَ رَبـابَـة ٍٍ
وهَـديـلَ فـاخِـتـة ٍ بـِهَـمـس ِ مجـون ِِ
*
أنـا ذلـك الـبَـدَويُّ : تحتَ عَـبـاءتي
بُـســتـانُ أشــواق ٍ ونـهــرُ حـنـيـن ِ
*
أنـا ذلـكَ الـبـدويُّ : عِـرضي أمَّــة ٌ
ومَـكـارمُ الأخلاق ِ وشـْـمُ جـبـيـني
*
وأنا ابنُ بادية ِ السَّـماوةِ ما الهـوى
إنْ كـان غـيـرُ تـُرابـِهـا يُـغـويـني ؟
*
لـيـلُ السَّماوة ِ بُـرْدَتي وصَـباحُـهـا
مسـرى العـيون ِ ودَغـْلـها نسريني
*
أغـوى الحِـداءُ ربابتي فاسْـتـَنفرتْ
أوتارَها ـ في الغـربتـين ـ شجـوني
*
غـنـَّيْـتُ والنيرانُ تعصف في دمي
عَـصْـفَ اليقـين ِ بـِداجيات ِ ظـنون ِ
*
لـيـلايَ لــو تـدريـن حالي بـعـدكـم
يـكـفـي بـأني أشـْـتـَهـي تـَـكـفـيـنـي
*
زعَـمَ الخيالُ أنِ المَـسَـرَّة من يـدي
كالـتـبـر ِ والياقـوت ِ من ” قارون ِ”
*
ويحي! كذبتُ على يـقـين بصيرتي
بـِسَــراب ِ شـَـهــدِ لــذاذة ٍ وفـتـون ِ
*
لم تـُبق ِ ليْ (الخمسون) إلآ بُـرهـة ً
أتــكــونُ يـا لــيــلايَ دون أنــيــن ِ ؟
*
إنْ كان يـُكـفي العاشـقـينَ هُـنـَيْـهـة ٌ
فالعمـرُ ـ كـل العمر ِ ـ لا يكـفـيـني
***
27 / 4 / 1997 أستراليا
(1) المقصود بالغربتين : غربة الوطن واللسان
(2) تزمّ : تشدّ ، تلمّ
(3) الوجاق : موقد الحطب ، التنور
* من مجموعة ” الأفق نافذتي ” الصادرة في ك2