_________
رُوَيْدَكِ … لا الـمَـلامُ ولا العـتـابُ
يُعادُ بهِ – إذا سُـكِبَ- الـشَـرابُ
//
فليسَ بِمُزْهـر ٍ صخـراً نـَميــــرٌ
و ليس بِمُعْـشِـبٍ رَمْـلا ً سَــرابُ
//
عَـقَدْتُ على اليَبابِ طِماحَ صَحْني
فَجادَ عليَّ بالـسَّـغَـبِ الـيَـبـــابُ
//
وَ جَـيَّشْـتُ الأَماني دونَ خَطْــو ٍ
فَـشاخَ الدَربُ و اكْـتَهَـلَ الإِيـابُ
//
و لـمّـا شَـكَّ بي جَسَدي و كـادَتْ
تـُعَـيِّـرُني المباهــجُ و الـرِّغــابُ
//
عَزَمْتُ على الحياةِ … وَ رَغَّـبَـتـْـني
بـهـا خودٌ و دانـيـة ٌ رِطـــابُ
//
صَرَخْتُ بها : ألا يانـفـسُ تـَبّــا ً
أَتالي العـمـرِ فاحـشـة ٌ وَ عــابُ ؟
//
و كنتُ خَبَرْتُ – بِدْءَ صِباً- جنوحاً
إلى فَـرَح ٍ نـهـايـتــُهُ اكْـتِـئــابُ
//
وَجَـرَّبْتُ اللـذَاذَةَ في كــؤوس ٍ
تـدورُ بها الـغـواني و الكَعــابُ
//
و أوتار ٍ إذا عُـزِفَـتْ تـناســَتْ
رَزانـَـتـهـا الأصابعُ و الـرِّقــابُ
//
فَما طَرَدَتْ همومَ الــروح ِ راحٌ
ولا رَوَّى ظميءَ هـوىً رُضابُ
//
حَرَثـْتُ بأَضْـلُعي بُسـْـتانَ طَيــش ٍ
تـماهى فـيـه ليْ نَـفَـرٌ صَـحابُ
//
فلم تَنْبُتْ سوى أشجـارِ وَهـْم ٍ
دوالــيـهـا مُـخـادِعـة ٌ كِـذابُ
//
أَفَـقْـتُ على قصور الحُـلم ِ أَقْـوَتْ
فمملكـتي الـنـدامة ُ و الخَـرابُ
//
وَ قَـرَّبَ من متاهَـتــِهِ ضَيـاعٌ
و باعَـدَ من جـنائِـنِـهِ مـآبُ
//
وَجِـئـْـتـُكِ مُـسْـتَـميحاً عفوَ قـلبٍ
له في الحبِ صِدْقٌ لا يُـشـابُ
//
كفـى عَتَباً … فإنَّ كَثيرَ عُـتْبـى
وطولَ ملامـَةٍ : ظُفـُرٌ و نابُ
*****
غريبٌ … و الهوى مثلي غريبٌ …
ورُبَّ هـوىً بِمُغْـتـَـرَبٍ عِـقابُ
//
كلانـا جائـعُ و الـزّادُ جَمـْرٌ ..
كـلانـا ظامـيءٌ و الـماءُ صـابُ
//
كلانـا فيـه من حزن ٍ سهـولٌ
وأودِيَة ٌ… و من ضَجَـر ٍ هضابُ
//
صَبـَرْتُ على قَذى الأيام ِ ألــوي
بها حينـاً … و تلويـني الصِعـابُ
//
أُناطِـحُ مُـسْـتَـبـِدَّ الـدهـر ِِ حـتى
تَـهَـشّـَمَ فـوق صخـرتِهِ الـشـبابُ
//
رويَـدكِ … تسألين عن اصطخابٍ
بنهـري بعـدما نَـشَـفَ الحَـبـابُ ؟
//
و كيف نَهَضْـتُ من تابوتِ يأسي
فـؤاداً لـيـس يَـقْـرََبُـهُ ارتـيابُ ؟
//
وكيف أَضَــأتُ بالآمـالِ كهـفـاً
بمنـفىً كان يجـهلُـهُ الـشِـهابُ ؟
//
بلى كنتُ السَّـحابَ يَـزِخُّ غَـمـّاً
وما لـنخيـلِ أحزانـي حـسـابُ
//
شُـفِـيتُ فلم أَعُـدْ ناعـورَ دمـع ٍ
وهـا أنـــذا : يـنابـيــعٌ وغـابُ
//
بُـعِـثـتُ كما يـشـاءُ هـواكِ : طفلا ً
بـريءَ الإثـم ِ .. دُمـيـتـهُ الـكـتـابُ
//
يـرى أَنَّ الحــضورَ بدارِ دُنـيا
بـلا عـشـق ٍ و طهـرِ هوىً غِـيابُ
//
و أنَّ الـمـرءَ مـرعىً … والأمـاني
ظِبــاءٌ … و الـمـقــاديـرَ الـذئابُ
//
إذا كـنـتُ الـغـويَّ بكهفِ أمسي
فـإنّ هـواكِ لـلـفـردوس ِ بـابُ