إهداءلا خطر على إنسانيعرف ما الحياةوما الموتفليس هناك من قانونيتجاوز تلك المعرفةوليس قانونياً أبداًأن يجبر إنسانعلى الخضوع لأى قانون آخرتشابمانمقدمة القصديةبناتُ أفكارى أعطت،يا صديقة،أعمال حبٍّ خالدة.حين مرّت بشبابيألفُ غيمة،لقت الكون لمرّةألف مرةاستيقظت روحى من غفوتها،ذات مرّة:كان فجراً بأيّار، نديّاسرتُ فوق العشب،آلاقاً غنياً،وبكيت..لم أكن أدرى لماذا،حتى تعالت من فصول مدرسة قريبةأصوات أطفال صغار،لم تكن إلا صدىًمن عالم الأحزان الآتيعالم العتاة وأقسى الصراعوعالم الأعداء والطغاة..* * *شبكت يديّ، وحولى نظرتوبينما عيناى تسكبان على الأرضقطرات دافئة،على الأرض العابقة بضياء الشمس،فلا تلتقيان بما يشد بصرهما الشارد،صحتُ، لا خوفاً ولا وجلاً:حكيماً، سأكون، عاقلاً، عدلاحراً، رفيقاً، عادلاً، أمِلا..لشدَّ ما يحزنني،إن كانت مثل تلك القوة تكمن في،أن أرى الأنانى فينا، والقويطاغية مستكبراً، لا رادع له،ولا ضمير يؤنبه..لجمتُ دموعي، وقلبى استكانلأنيَّ، فجأة،صرتُ شجاعاً: يضمُّ الحنان..صرتُ، بكلّ الفكر المتوقدْ،أنبش، مذ تكل الساعة،معارف من ينبوع الشعرذاك الممنوع.. القدسيّ..لم يهمنى أن أعرف ما يعرف الطغاةُ،وما فى علمهم، ويعلمونه.نسجتُ من خفى معين الشعر درعاً لروحى محكماً يحميهايحميها إذ تنطلق لإشعال نار الحرب بين البشر.تعاظمت فى القوة، وتعاظم الأمل..تعاظمت حتى الثمل:إلى أن طغى على عذابُ الوحدة،كان عطشاً منه ذويت، وعذبنيحتى الثمل.. حتى الملل..صديقتي،يا من بقلبى البرودحللت نبعاً فى سهل عشبه رماد،كم كنت جميلة، كم كنت هادئة،كم كنت حرة فى حكمتك:يوم أن حطمت أصفاد الغناء،والتقاليد القديمة،يوم أن أصبحت حرةكضياء بين سحابتين..كم حاول عبد منكودٌ، وبلا جدوى،عبد فى ظلام السجن قابع،أن يستنشق عبير تلك الحرية..أما روحي، روحى أنا،فقد قفزت خارجة من حزنها،حزن عشعش فيها حتى الملل..لا.. لن أكون وحدياً فى قفار الكون هذهلا.. لن أكون وحيداًبعد يومى هذا..رغم سيرى بلا تعبعلى دروب الأمانى السامية،لن أكون بلا رفيق على الطريق،حين أرحل بعد اليوم..وبعد اليوم،لن أجول فى قفار العزلة أبداًصرتُ أعرفُ معنى القناعة الصامتةفى سطو الفقر على العدل الطيبينوفى تجرؤ العار على البراءة يتحداها..وحين ينضم أعز الأصدقاءإلى الجموع الصاخبة،ويضربون الأرض بأرجلهم..* * *هذه كانت لنا، بل ملكناولقد وقفنا يوم خطب صامدين،يوم خطب ههنا،ووقفنا أمة شامخة،لا الريحُ هزتنا، ولا أعاصير السنين* * *ولتوّها نزلت على سكينة وصفاءُبالغنيمة فانية.. نزلت عليَّ:الأهل عادوا، والتقى والرفقاءُالأهل عادوا، بالغنيمة… فانيةبالمعاناة الغنيمة،بالمعاناة النقيض لكل علموالنقيض لقوّة العظماء..لا.. لا يرد على الهوان بمثلهولا السباب بمثلهاتلك النصيحة: من هوى العلماء.. من خاصرتينا، صديقتي، يولد طفلانكنسمتين،يملآن بيتنا بالبسماتفإذا أسعد الخلق نحنُ،وفى إشراقة صبح الحياة.. وأما المسراتُ، وأما أنت،يا صديقه،فأنتما والدا غنيتى هذه..أغنيتى التى أهديها.. إليك.. -1-ما أن تهاوى آخر آمال فرنسا،فرنسا الهاوية،فرنسا التى داستها الأقدام الهاوية،.. وكان آمالها حلم من أحلام المجد الراحل،حلم قصير،حتى استيقظتُ أنا، وأفقت:أفقتُ من رؤى اليأس والقنوط:قِسْتُ المسافة بين قمة الجرف البحريوبين سفحه المنغطّى بالموج الغاضب،يطوق عنقه، كالشيب،فرأيت انبثاق فجر ذهبي.يوقظ كل سحابة، ويدغدغ كل موجة.كان فجراً خاطراً، وهدوء عابراً،بعده اهتزت الأرضوكأن انهياراً أخيراً يهز كيانها، ويحطمه.
الترجمة منقولة من مجلة الواحة فى العدد الستون – السنة السادسة عشرة – شتاء 2010م
الشاعر الإنجليزى بيرسى بيش شيلى، الذى ولد فى 4 أغسطس سنة 1792، وهو واحد من كبار الشعراء الرومانسيين الإنجليز ومن أعظم شعراء القصيدة الغنائية فى اللغة الإنجليزية، ويتمحور شعر شيلى فى غالبيته حول موضوعات تتعلق بالجمال والطبيعة والحرية السياسية والخيال. كان والد شيلى عضواً فى البرلمان، وهذا ما أتاح له الالتحاق بجامعة أكسفور عام 1810، لكنه طُرِد فى العام التالي، هو وصديقٌ له يدعى توماس جيفرسون هوغ، وذلك للاشتباه بأنهما قاما معاً بتأليف كتيّب بعنوان “ضرورة الإلحاد”. وإضافة إلى أعماله الشعرية الشهيرة مثل “رمسيس الثانى، قصيدة إلى قبّرة، قصيدة إلى الريح الغربية” ألف شيلى أعمالاً شعرية مطولة مثل “بروميثيوس طليقاً، ألاستور، أدونيس، ثورة الإسلام، قبل أن يموت غرقا فى يوليو 1822.