في ممرّ الأسى الدائم
يوم جاءت شاحنات الهموم
خريجو الأعدادية .. ضحايا نظام تعليمي ، وتربوي .. بائس ، وفاشل .
منذ ست سنوات قررت التفرغ لتدريس مادة مباديء الأقتصاد،للمرحلة الأولى (حصراً ) ،في محاولة من عمادة الكلية لأحياء تقليد اكاديمي “قديم” كان معمولا به في العراق لغاية السبعينيات من القرن الماضي ، ويلزم “كبار” الأساتذة،واقدمهم، وأكثرهم خبرة،بتدريس طلبة المراحل الأولى. وطيلة هذه السنوات، كنت ألاحظ ظاهرة كانت تتأكد لي،وتترسخ عاما بعد عام،وهي انخفاض مستوى خريجي طلبة المرحلة الأعدادية( بفرعيها العلمي والأدبي) في القراءة والكتابة،إلى حدود متدنية، بل ومضحكة أحيانا..بينما ترتفع في ذات الوقت المعدلاّت التي يحصلون عليها في الأمتحانات العامة (البكالوريا).و في العام الماضي أخبرني الكثير من الطلبة انهم يستوعبون المادة التي اقوم بتدريسها،ويفهمونها بشكل جيد..غير ان المشكلة هي في كيفية تحويل هذا الفهم إلى كلمات!!! .كانوا يتساءلون بقلق:كيف سنجيب على الأسئلة في الأمتحان؟نحن لا نجيد التعبير عن فهمنا للمادة من خلال الكتابة باللغة ” الأكاديمية”(العربية طبعا) .وحين سألتهم ماهو الحل؟ ماالذي بوسعي فعله بهذا الصدد؟ أجاب البعض منهم:هل نستطيع الأجابة على الأسئلة بـ “الجلفي” ..يا استاذ ؟؟!!! .
شوف يَوَلْ . شبيك واكَف مثل الأثوَلْ . روح على ذوله ” البعورة ” ، كَُلْهُمْ خلي يبطلون يصيحون الله أختي .. الله أختي . لأنْ إذا ظَلّوْا يصيحون الله .. الله .. الله .. ماراح أكَدَرْ أكَوم من هاي النُكَرة .. لو يجي … ؟؟ .
ألَفْ رحمة تنزِلْ على روحج بت خالتي حسيبة .. شلون عرفتي من ذاك الوكت .. أكو هيج علاقة ” عكسيّة ” ، بين ذوله اللي دومْهُم يصيحون .. الله .. الله .. الله ، للضحكِ على الناس .. وبين النهوض بسرعة من ” نُكَرِ السِيان ” ، التي تتّسِعُ و ” تتمدّد ” ، على مرأىً و مَسْمَعٍ منهم ، وبسببهِم .. في ” أسواق حمادة ” الديموقراطيّة ، التعدّديّة ، الأتحاديّة .
عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4573 – 2014 / 9 / 13 – 22:57
المحور: كتابات ساخرةحسيبة
فد يوم ، من جِنِتْ زغيّر .. آني وبت خالتي ( حسيبة ) رِحنَه لـ ” سوك الجديد ” دنشتري كعك و ” مكّاويّة ” من فرن (منعم الحاج نبات) كَبال شريعة ” القمريّة “.
حسيبة بت خالتي جبيرة ، بعُمر أمّي ، و كرخيّة حوك ، ولسانهه مو إلهَهْ ، وشايفه نفسهه شوفة ، وهوايه رجال تشوفهم الناس ” عالين جَناب ” .. وهيّه متشتريهم بـفلسين .. وتسميهُمْ ” بْعُورَة ” .
وإحنَه راجعين لبيتنا بـ ” الشيخ علي ” ، جان لازم نمُرّ بـ ” سوك حمادة ” .
بنُص سوك حمادة ، يَمْ ” جبار الكببجي ” جانتْ أكو كَهوة .و كَبال هاي الكَهوة أكو نُكَرة مليانة ” سْيان ” .
حسيبة من وصلتْ للكَهوة ، إستِحَتْ من الزِلِمْ .. ولفّتْ عبايتهه على وجهّه حيل .
وهناكْ ، وعِثْرَتْ .. و وكَعتْ بنُصْ نُكَرَة السيان ، مثِلْ ” بُقْجَة ” سودة .
طبعاً الكرخيين المالين الكَهوة ، عطّالة بطّالة ، كُلهُمْ كَامَوْا يصيحون : الله أختي .. الله أختي .. الله أختي .
حسيبة بعدهه ملفلفة بعبايتها ، و كَاعدَة بنُص النُكَرة .. عتّتْني من إيدي وكَالتْ :
شوف يَوَلْ . شبيك واكَف مثل الأثوَلْ . روح على ذوله ” البعورة ” ، كَُلْهُمْ خلي يبطلون يصيحون الله أختي .. الله أختي . لأنْ إذا ظَلّوْا يصيحون الله .. الله .. الله .. ماراح أكَدَرْ أكَوم من هاي النُكَرة .. لو يجي … ؟؟ .
ألَفْ رحمة تنزِلْ على روحج بت خالتي حسيبة .. شلون عرفتي من ذاك الوكت .. أكو هيج علاقة ” عكسيّة ” ، بين ذوله اللي دومْهُم يصيحون .. الله .. الله .. الله ، للضحكِ على الناس .. وبين النهوض بسرعة من ” نُكَرِ السِيان ” ، التي تتّسِعُ و ” تتمدّد ” ، على مرأىً و مَسْمَعٍ منهم ، وبسببهِم .. في ” أسواق حمادة ” الديموقراطيّة ، التعدّديّة ، الأتحاديّة .
عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4538 – 2014 / 8 / 9 – 21:35
المحور: الادب والفنأبي الذي أصبحَ الآنَ .. أصغرَ منّي
عندما كنتُ طفلاً ..
كنتُ أتسكَّعُ كلّ مساءٍ
على ” سَطْحِ ” العالَمِ المُتْرَبِ الندِّيّ
الذي إسمهُ ” الكَرْخَ ” ،
وأتَعثّرُ بالقمرِ الذي غاب
، في وجهِ يتيمٍ مثلي ،
و بتلكَ الرائحةِ المُدهِشة .
وعندما يُخيّمُ الليلُ على روحي
، وأتذَكَّرُ وجهَ أبي الذابلَ من عطَشِ الأيّام ،
وأخافُ كثيراً من أنْ يعودَ منَ النسيانِ
، ويموتُ مرّة أخرى ،
ويجعلني أبكي .. وأبكي
كما لمْ أبكِ من قبل ..
كنتُ أختارُ أبعَدَ نَجْمَةٍ في السماء
وأذهبُ للنومِ فيها .
والآنَ كبرْت .
كبَرْتُ أكثرَ ممّا يجب .
كبرتُ لوحدي ..
دونَ رائحةٍ لبيتٍ نَدِيّ ،
وقمرٍ لا يغيبُ .. و كَرْخٍ .. و نَجْمَة .
وعندما يُخَيُّمُ الليلُ على روحي
، و أتذكّرُ وجَعَ الأيام ،
أستدعي وجهَ أبي ، اليابسِ من الذهول .
أبي الذي أصبحَ الآنَ أصغرَ منّي .
فأضَعَهُ مثلُ طفلٍ في حُضني البارد ،
و أُغَنّي لهُ مثلُ أُمّي
،أغنيةَ الغيابِ الطويل ،
لأبنٍ ضاعَ في ” الجول ” *
دونَ نَجْمَة .* [ ” الجول ” .. هو المتاهة . البّريّة . الصحراء . الأرض الخراب . أو أيّ مكانٍ يمكنُ أن يضيعَ فيهِ الشيءُ .. إلى الأبد . ]